انطلقت هيفا وهبي في فضاء الشهرة عبر مسابقات الجمال، ثم انتقلت إلى تصوير الفيديوكليب مع الفنان جورج وسوف، ومؤخراً شهدنا إطلاق ألبومها الغنائي الأول الذي حمل عنوان «أقول أنساك».
هذه النقلة المفاجئة لـ هيفاء وهبي أكسبتها شهرة إضافية وحاولت من خلالها أن تبتكر أسلوباً جديداً خاصاً بها ميزاته الرئيسية العفوية والتلقائية.
وليس هذا فقط جديد هيفا وهبي التي تزداد تألقاً وانوثة فقد قررت العبور إلى الشاشة الكبيرة بالصوت والصورة وتقول الأخبار في هذا الشأن إن هيفا س،ف تشارك في التمثيل من خلال فيلم «اللمبي» الجديد الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل محمد سعد بطل فيلم «اللمبي» الأول ودور هيفا هو بتقديم أغنية منفردة. وثانية «ديو» مع بطل الفيلم.
والكلام مع هيفاء لا يخلو من الدلع والغنج عندما تحاول الالتفاف على أحد الأسئلة ومن البساطة والعفوية عندما تتحدث عن مسيرتها سواء في عالم الجمال أو في عالم الفن والغناء. وفيما يلي ما دار بيننا من حوار:
پ بدايتك كانت من مسابقات الجمال والفيديوكليب، فهل كان ذلك وسيلة لدخولك مجال الغناء؟ أم أن خيارك بدخول عالم الغناء جاء تعبيراً عن موهبتك في هذا المجال؟ـ كلا، أحب الغناء للغناء نفسه، فأنا من الأشخاص الذين يحبون سماع الموسيقى عربية كانت أم غربية كما أني متعلقة بالأغاني العربية القديمة.
وحالياً أتمتع بنجاح ألبومي وفرحتي به كبيرة علماً أني لست المطربة التي يُطرب الناس لصوتها ولكن أعتقد أني صنعت أسلوباً (مهضوماً) بدون صعوبة أو تفلسف بنبرات الصوت واحترمت النوتة الموسيقية ولم أنشّز فيها، وهذا هو المطلوب.
پ وهل تنوين الاستمرار في مجال الغناء؟ـ لم لا، فالشيء الذي عملته أعجب الناس لأن الفيديوكليب عفوي وأغاني الألبوم خفيفة وجميلة، وهذا الجيل الذي يحب سماع الأغاني الأجنبية أجده يحب أيضاً سماع أغنياتي.
پ مضى وقت على نزول شريطك، هل أنت راضية عنه وماذا عن ردود الفعل التي حصدها؟ـ أكيد تفاجئت بردود الفعل ولكن فرحت كثيراً عندما رأيت الجيل الجديد يحبني ويحفظ الأغاني والحمد لله هناك أناس جدد انضموا إلى هذه الشريحة.
وطبعاً أنا راضية عن الشريط ولكن أود القول أني لا أريد أن أتحدى أحداً أو أنافس أحداً وليس لي علاقة بالآخرين لأني أعمل شيئاً خاصاً بي وبعيداً عنهم.
پ برأيك كم من الوقت تحتاجين لكي تصبحي نجمة في عالم الغناء كما كنت نجمة في عالم الجمال؟ـ ليس بالضرورة عندما أمارس الغناء أني أسعى لأكون نجمة في عالم الغناء فيمكن أني قدمت شيئاً معقولاً لشريحة من الناس أعجبوا به وبالتالي أصبحت نجمة عند هؤلاء الناس فأنا لا أستطيع أن أرضي 300 مليون شخصاً. وبالنسبة لي أشعر أني نجمة صغيرة «أضوي» على هذه الشريحة من المعجبين ولا أطمع بأكثر من ذلك وإذا حصلت على أكثر طبعاً سأفرح كثيراً رغم أن ذلك ليس هدفي الرئيسي.
پ لمن تسمعين من المطربين؟ـ أسمع فيروز وأحبها كثيراً كذلك الرحابنة وأحب عبد الحليم حافظ كثيراً ومهما كنت أتابع من برامج وأعرف أن هناك ما يعرض له على إحدى المحطات الأخرى أغير المحطة مباشرة.
پ ولكن من النجوم الحاليين لمن تسمعين؟ـ أسمع كاظم الساهر وعاصي الحلاني وراغب علامة وجورج وسوف ونجوى كرم ونوال الزغبي وأسمع أيضاً أمل حجازي وأحب المطربين الخليجيين وكذلك شيرين وغيرهم...
پ هل سنشهد قريباً تحولك إلى تقديم البرامج التلفزيونية وخصوصاً أن الفضائيات العربية تعج بالفتيات الجميلات اللاتي دخلن عالم التقديم بعدما كن عارضات أزياء أو تعرفنا عليهن من خلال مسابقات الجمال؟ـ لم لا، يعرض علي الكثير وعندما أجد ما يناسبني سأفعل ولكن لا أوافقكِ الرأي فمعظم اللواتي نشاهدهن حالياً هن جديدات ولا علاقة لهن بعالم الجمال والأزياء وإذا تصادف أن بعضهن كن عارضات كما هو حاصل مع مذيعات الـّ ART وّ ORBIT فأعتقد أن الكثيرات منهن نجحن لأنهن يتمتعن بمواصفات مناسبة للبرامج التي يقدمنها ولا أعتقد أن هناك مهنة يمكن حصرها بعدد معين من الأشخاص.
ما هي البرامج التي تفضلين تقديمها؟ـ أحب الطريقة المتبعة على الفضائية الإيطالية القائمة على خلط نجوم الفن والغناء وعارضات الأزياء مع النجوم السياسيين، وهذه الطريقة تتوخى البساطة والعفوية وكل شيء له علاقة بالعفوية والتلقائية أحبه وكل شيء معقد أكرهه فضلاً عن أن الناس عندما تجد شخصاً عفوياً تحبه وتصدقه.
پ لكن تجاربك السابقة في عالم الجمال والكليب والغناء تؤكد امتلاكك لهذه المواصفات؟ـ أعتقد أن المسؤولية لم تكن كلها عليّ لذا لم أقف كثيراً. وكان دوري محصوراً بشيء واحد، بمعنى أن مسؤولية النجاح والفشل لم تكن كلها ملقاة عليّ، أما في التمثيل فستكون المسؤولية كلها ملقاة عليّ وهذا اسمي يجب أن أحافظ عليه رغم أن الكثير من الأعمال الجيدة عرضت علي ولكن ليس هذا ما أريد تقديمه.
پ وما الذي تريدين تقديمه؟ـ لا أعرف تماماً. ولكني أحب طريقة تمثيل «جيمس بوند» كثيراً. فأفلامه ليست جدية تماماً وفي الوقت نفسه تضحك الناس وكل شيء أريد أن أعمله يجب أن يفرح الناس.
پ كنت دائماً تخضعين لتصنيف الآخرين لمواصفاتك الجمالية. ولكن كيف تصنف «هيفا وهبي» نفسها جمالياً؟ـ لا أصنف نفسي أبداً وفقط عندما أنظر إلى نفسي في المرآة أشكر ربي على هذه النعمة التي منحني إياها، فهناك الكثيرات ممن يتمتعن بمواصفات جمالية ولست أنا وحدي ولكن ربما أنا واحدة منهن.
ولا أنكر أني عندما بدأت منذ سبع سنوات كان هاجسي الدائم شكلي وشعري وأناقتي وبشرتي ولكن طبعاً الآن تخطيت هذه المرحلة وخصوصاً تلك الآراء التي تطلق على مظهري لأني سمعت الكثير منها واكتفيت بها وهناك ما هو أهم.
پ كم ساعدك الجمال للصعود إلى سلم النجاح؟ـ الجمال ساعدني كثيراً ولكن لو لم أكن أمتلك هذه الشخصية التي بدورها تمتلك مقومات النجاح لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، فهناك الكثيرات ممن كن يتمتعن بمواصفات جمالية وربما أكثر مني ولكن أصبحن في عداد النسيان.
پ أين ترين أنوثة المرأة؟ـ أجدها في هدوئها وتصرفاتها وردود فعلها وطريقة حديثها مع الناس وأجوبتها التلقائية العفوية، فمن السهل أن تظهر المرأة جميلة ولكن الأصعب أن تكون جميلة أي أن تكون جميلة من الداخل وليس فقط من الخارج.
پ ما رأيك بالفتاة التي تعتمد التجميل الصارخ، وما هي نصيحتك لها؟ـ نحن بلد يتمتع بالجمال في كل شيء من جمال الطبيعة إلى جمال ناسه وأهله. وهذه الموجة السائدة بين أوساط الفتيات اللواتي يتابعن الموضة الخارجية ويحاولن تقليدها هي موجة خاطئة إذ ليس كل شيء معتمد في الخارج يتناسب مع فتياتنا، لذا نصيحتي لهذه الفتاة أن تبقى على طبيعتها وأن لا تستقبل يومها بتغطية ملامحها فأنا مثلاً لا أحاول ارتداء فستان أجمل مني.
پ تحدثت مطولاً عن عفوية تتمتعين بها، فهل تعتبرين نفسك فتاة عفوية أم أنك كتومة؟ـ أكيد أنا لست عفوية بالمطلق فهناك بعض الأشياء التي أحتفظ بها لنفسي ولكن قدر المستطاع أحاول أن أكون أنا نفسي فأينما أحل ضيفة أحاول كسر الحاجز الذي قد يقف بيني وبين الآخرين لأني اجتماعية وأحب الناس كثيراً.
پ ولكن ما رأيك بالصورة المقولبة التي باتت تسجن فيها الفتاة اللبنانية من كونها تهتم فقط بإبراز جمالها وبالموضة وعالم الأزياء؟ـ يوجد الكثير من الفتيات الجميلات في لبنان وفي الوقت نفسه هن مثقفات ولديهن فكر، فهل نتكلم فقط عن جمالهن وننسى ثقافتهن والإنجازات التي حققوها؟ طبعاً هذا ظلم.
فأنا مثلاً أجريت الكثير من المقابلات التي أظهرتني تلك الفتاة السطحية من خلال أسئلة لا تتعدى ماذا آكل وكيف أهتم ببشرتي. فالسطحية هي التي كانوا يريدونها مني وفي المقابل هناك الكثير من المقابلات التي أعتز بها. ويجب أن لا ننسى أن هناك عامل مهم أدى إلى تكريس هذه الصورة من خلال البرامج التي تعتمد على الأناقة وكيفية الاهتمام بالجمال فضلاً عن البرامج التي تصور المرأة بأنها سلعة قابلة للمقايضة.
پ وأين الحب في حياتك حالياً، ومن هو الرجل الذي يستطيع الفوز بقلبك وعقلك؟ـ لست مغرمة حالياً وأحب الرجل الذي يعيش على أرض الواقع وأكره الرجل الذي يهتم بالمظاهر والشخص الذي يتعرف عليّ لمجرد المظهر الخارجي أعرف تماماً أنه إنسان تافه وعلى ذلك لا يستحق الاهتمام.
پ ما هي نقطة ضعفك ونقطة قوتك؟ـ نقطة ضعفي أعتز بها كثيراً فأنا لا أستطيع أن أرى أحداً حزيناً وخصوصاً إذا كان حزيناً بسببي لذا أحاول أن أساعده قدر المستطاع وأحاول أن أعرف سبب حزنه. أما نقطة قوتي فهي الحضور القوي الذي أتمتع به.
پ كيف تواجهين المشاكل التي تعترضك؟ـ أحزن كثيراً لأني لا أحب أن تكسّر جوانحي وأنا ما زلت صغيرة وأستغرب لهذا التهليل والتصفيق والفرح الذي يُستقبل به الآخرين سواء أكانوا فنانين أم غير ذلك بينما أنا بنت البلد أهاجم. لذلك أحاول إثبات نفسي وأعتبر أني حققت إنجازاً عندما أعرف أن الآراء التي كانت ضدي باتت هي نفسها في صفي.
پ بماذا تحلمين؟ـ عندي الكثير من الطموح ولكني لا أحلم بالمستحيل ودائماً أحلم أن يستمر النجاح الذي حققته ويتطور إلى الأحسن والأفضل.
پ ما هو الحلم الذي لم تحققيه؟ـ هناك الكثير من الأشياء التي أحب تحقيقها وأعرف أنها لن تتحقق ولكني سأظل أحلم بها، (وقالت ممازحة) بأن أمتلك سيارة «فيراري»!
پ هل العمر عندك له أهمية؟ـ إلى الآن كلا، وأعتقد أن الوقت ما زال مبكراً كي أخاف منه وأعرف من المحيطات بي كأمي أنه لجميل جداً أن تعيش المرأة كل مرحلة من مراحل عمرها وأن تتقبل التغيرات التي تطرأ مع التقدم في العمر بواقعية ورحابة صدر.
پ هل نفهم من حديثكِ أنك مستقبلاً ستعيشين مرحلة عمرك الطبيعية ولن تحاولين اللجوء إلى عمليات التجميل؟ـ أكيد سأهتم بشكلي ولن أهمل هذا الموضوع أبداً لأننا كعرب نتكل كثيراً في الصور على الوجه بعكس الغرب وبالتالي لن أسمح لسنة أن تأتي قبل وقتها. وعلى السيدة أن تهتم بشكلها وجمالها متى كان باستطاعتها أن تظهر جميلة سواء أكانت سيدة تحت الأضواء أم غير ذلك.
پ هل أنتِ مع عمليات التجميل أم ضدها؟ـ أنا ضد هذا التغيير الحاصل حالياً والذي بتنا معه نجد الفتيات كلهن متشابهات وخصوصاً أنهن يلجأن إلى تغيير شكلهن فقط ليشبهن هذه النجمة أو تلك وهن في الأساس جميلات والخطر الكبير أنهن يلجأن إليها في عمر مبكر أحياناً في عمر العشرين وربما أقل ولكن إذا كان هناك أي تشوه خلقي في الوجه وبالإمكان إصلاحه لم لا.
پ ما هو رأسمالك في الحياة؟ـ عائلتي ومحبة الناس.
پ ما هو التغيير الذي أحدثته الشهرة في حياتك؟ـ الكثير من الأشياء. ولست أنا فقط التي تغيرت لأن الناس أيضاً تغيروا وأعطوني هالة لم تكن موجودة سابقاً وأتحسسها عندما أخرج من البيت وهي جميلة جداً ولكن لا أعيش فيها كثيراً لأني أنساها بمجرد عودتي إليه.
أما على الصعيد الشخصي فأنا ما زلت كما كنت ولكن نضجت أكثر وصرت أعرف ما أريد أكثر ودائماً ردود الفعل الإيجابية تحفزني على النجاح أكثر والاستمرار في العطاء.
پ وأخيراً في أي مجال تنوين الاستمرار؟ـ بصراحة أنا لدي عملي الخاص ولكني لا أسلط عليه الأضواء أما من ناحية الأضواء فأعتقد بأني سأتابع تصوير باقي أغنيات الألبوم.
موضوع: هيفاء وهبي: لا أريد أن أتحدى أحداً 
